يطلق على هذا النوع من العناكب اسم “أوليوس كوينوبيتوس \ Olios coenobitus” و قد قام فريق تصوير هيئة الإذاعة البريطانية BBC مؤخرا برصده وهو يقوم برفع قوقعة حلزون بعد أن نسج خيوطه عليها لاستخدامها في الاختباء. تعيش هذه العناكب على الشجيرات الشوكية النضرة جنوب مدغشقر و تملك قدرة عجيبة على رفع القوقعة التي تفوق أضعاف وزنها من على الأرض الى بيوتها على الشجيرات لمسافة لا تقل عن خمسين سنتيمترا. هذه المقدرة العجيبة جعلت فريق التصوير أكثر اصرارا على تصوير هذا العنكبوت الغامض و الذي قل ذكره في الدراسات و البحاث العلمية.
عندما قرر فريق بي بي سي تصوير هذا النوع من العناكب الذي تم اكتشافه عام 1926 ، قاموا بالاستعانة بأهالي المنطقة لمعرفه أماكن تواجده و قد أخبرهم الأهالي بأنهم يلتقطونه من داخل القوقعه لإطعام الدجاج. الان و بعد تحديد أماكن تواجده واجه الفريق مشكله أخرى في تصوير الفيلم و هي أن نشاط العنكبوت يكون ليلا و انه حساس للضوء مما دعاهم الى استخدام كاميرات خاصة تعمل بالأشعة تحت الحمراء كما امتلأت أجواء العمل بالهدوء و ضبط النفس لأن أبسط حركة تجعل العنكبوت يدخل عميقا الى القوقعة.
الخيط الممتد من غصن الشجرة الى الأسفل هو المرساه التي يرتكز عليها العنكبوت في نسج خيوطه على القوقعة و التي يصعد من خلاله الى الغصن رافعا معه القوقعة و قد يضطر في بعض الأحيان الى صنع أكثر من خيط دعامي لمنع سقوط القوقعه بفعل الهواء.
عملية الرفع هذه لقوقعة يزيد وزنها عن عشرين ضعف وزن العنكبوت قد تاخذ أكثر من نصف ساعة منه و هو جهد عظيم يبذله العنكبوت للاختياء من المفترسين لأن مجرد الاختباء على الارض يجعل العنكبوت عرضة للهلاك بفعل الحرارة أو النمل أو غيرها.
يقول فريق التصوير أن مدغشقر هي واحدة من الأماكن القليلة في العالم التي تسمح لك برصد طبيعة و سلوك انواع و أصناف جديدة من الكائنات الحية و هذا الفيديو هو الأول الذي يكشف بالتفصيل مقدرة العنكبوت العجيبة في رفع القوقعة و الاختباء فيها.